“قصيدة حب البقاء” للشاعره إيفــــــــــا سليمان

غدوت والسار في فصل التشاريني
والجو في وحشة خرساء تضنيني
حتى أروح عن نفسي وقد سئمت
طول الثواء ولا صحب تدانيني
شط المزار فأهلي عند شرقهم
يحيون أما أنا فالغرب يطويني
غدوت والسار عل السار يؤنسني
فالسار من حسنه قد كاد يسبيني
خمائل من خضيل العشب الناضرة
ونفحة من شذا غار ونسرين
وبحة من خرير في روافده
ونغمة في رباه للحساسين
لكن تشرين لا ترجى مودته
فأينما حلى يزري بالرايحيني
قد جرد الغصن من أوراقه حمقا”
وكنس الروض تكنيس الملاعين
وأكرب النهر كربا بالجليد فما
عاد الخرير الذي قد كان يشجيني
قد كنت أروي غليلي من محاسنه
واليوم من وحشة الأجواء يرويني
تأز في الصدر أشواقي فأحضنها
فيصطلي القلب من حر فيشكوني
كأن ذا الشوق من عمري ورونقه
وهل أجا لعمر في لعمر راح يحدوني
يراود الجفن حلم من محاسنه
أن لا يغادرها إلا ويرضيني
لسوف أبقى على قيد الحياة غدا”
حتى وفي النزع هذا الحلم يطغيني
الست من نفس الرحمن أودعه
في ذلك الحمإ المسنون من طين
ما جف أدم بعد واستوى جسدا
وشام مبسمه رب السلاطين
حتى أناخ عليه جل قدرته
فبث فيه غرام الدهر والحين
ما أن يلوح صباح بات يرقبه
إلا وساءله عن جنة العين
عن ذلك الخلد هل حقا بساحته
من ذلك الحسن ما أزرى بمفتون
قد كان أدم فيه سيدا خطرا”
حتى تنازعه كيد الشياطين
فصار في الأرض منبوذا لفعلته
يحيا ليفنى شقيا في الثرى الدون
فراح يبحث في أرجائها طمعا
عما يخلده فجاء بالدين
بالحشر بالبعث من قبر ومن عفن
ليعمر الجنة الحسنى بلا هون
كأنما الروح هامت في لوازبها
فما تطيق فراق الماء والطين

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى