اسنا بين الماضى والحاضر بقلم هناء السيد

اسنا عندما تدخل لهذه المدينة لا تعرف أن فيها كنوز ساحرة كتبت/هناءالسيد مدينة اسنا ذات تاريخ سحيق ولكن نجد الفقر والأهمال وقلة النظافة وعدم الوعى فلا صرف صحى ولا طرق جيدة ولا خدمات الفوضى تسيطر على كل شئ رغم أنها تمتلك كنوز لا نظير لها ومنظر اكثر من رائع على النيل مباشرة بها أجمل منظر لقناطر أسنا وغيرها من الكنوز ترفعها لمستوى اجمل وأرقى المدن السياحية ولكن لا توجد بها أيه فنادق نهائيا ولا كافتريات ولا حتى حمامات آدميه فى نطاق مناطق السياحة فالسائح لا يمضى بها أكثر من ساعة أثناء مروره بالمركب أثناء ذهابه أو عودته من أسوان ؟!
فتعالوا بنا نتعرف على تاريخ مدنية من أجمل مدن الصعيد كانت يوما ما مركز تجارى بين السودان ومصر وكانت تسمى مديرية إسنا ؟!
أسنا تقع على الضفة الغربية لنهر النيل جنوب محافظة الأقصر بحوالى ٥٥كم ويحدها شرقا سلسلة جبال البحر الأحمر والصحراء الشرقية وغربا محافظة الوادى الجديد والصحراء الغربية
ويرجع تاريخها لعصور ماقبل التاريخ حيث عثر بها على حضارات قديمة ولكن لم يرد ذكر صريح لها الا فى حوليات الملك تحتمس الثالث منذ عصر الدولة الحديثة وكانت مركز تجارى هام حيث كانت ملتقى للقوافل التجارية من السودان إلى مدينة طيبة (الأقصر)كما أنها قريبة من طريق درب الأربعين غرب مدنية أدفو
كان أسمها قديما تاسنت بمعنى أرض العبور لموقعها التجارى وسميت خت خمنو بمعنى قصر الإله خنوم وعرفت فى العصر اليوناني الروماني بأسماء لاتوبوليس نسبة لنوع من السمك كان يقدس فى هذه المدنية (قشر البياض)ويسمى اللوت يترواح طوله مابين ٥٠_1,5م وقد عثر على جبانة عام ١٩٧١بها اسماك محنطة وملفوفة بلفائف كتان تقع فى غرب المدنية وتعرف بجبانة الأسماك وفى العصر القبطى سميت سنا أو أسنا ومدنية الشهداء لقيام الوالى الرومانى بقتل عدة الآف من أهلها المسحيين فى مذبحة الشهداء وفى العربية أسنا بمعنى الحسناء و
وتضم إسنا كثير من المعالم الأثرية والسياحية من العصر الفرعوني حتى عصر الأسرة العلوية مرورا بالعصر الأسلامى وكانت فى عام ١٨٥٩مديرية بذاتها وتضم ٢١قرية
ففيها مقابر جبل المعلا من عصر الأنتقال الأول ورغم حالتها السيئة إلا أنها من المقابر الفريدة لهذا العصر المضطرب والتى لم تعثر على مقابر كثيرة منه وفيها وأهم مقابره مقبرة عنخ تفى ورغم رككة الفن فيها بالنسبة أنه عصر أضطرب الا أن بها كثير من المناظر الرائعة مثل قيامة بعملية صيد السمك وهو يمسك بسنارة تتطابق مع شكل السنارة الحديثة وكذلك منظر وجود كثير من الدواب تحمل القمح رغم أن هناك نص عن المجاعة التى حدثت فى هذا العصر بجانب شكل الأعمدة الكثيرة والغير محددة ولكنه رسم ونقش على كل مكان وكتب أسم ملكه فى خرطوش صغير فى مكان غير واضح
ونذهب لمنطقة الجلبين حيث عثرت البعثة الأيطالية فيها على كثير من الكنوز تعرض فى متحف تورين وأهمها عدة مومياوات أشهرها مومياء جنجر
ولكن أهم معالمها السياحية والتى يأتى لها الآف السياح عبر رحلات المراكب النيلية الأ وهو معبد إسنا الذى يقع على عمق تسعة أمتار تحت مستوى أرضية المدنية الحالى مما يجعل الزائر لا يشعر بوجود معبد فى المدنية الا بعد أن يصل إليه لدرجة أن المشاهد يجد تيجان بهو الأعمدة تكاد تلامس أرضية الشوارع المحيطة ويهبط له بسلم حديث
والمعبد زاره شامليون ١٨٢٨وتم تنظيفه وأكتشافه فى أواخر عصر محمد على ١٨٤٣ .والمعبد يرجع للعصر البطلمى من عصر بطلميوس الخامس ١٨٠ق م حتى الثامن وزوجته كليوباترا الثانية ولكنه دمر وفككت أحجاره وأستخدمت فى مبان أخرى وأختفى معظمه أسفل البيوت الحديثة ولم يبق منه غير واجهته ثم أستكمل البناء فى عصر الرومان فى عصر الأمبراطور تيبريوس وهاديارن وتراجان وأستمر بنائه أربعة قرون من ١٨١ ق م حتى ٢٥٠م
والمعبد كرس لعبادة المعبود خنوم وعائلته وهو خالق البشر والذى نراه جالسا على عجلة الفخرانى ويشكل البشر وكذلك المعبودة نيت وعائلتها بجانب معبودات أخرى وأهم ما فى المعبد صالة الأعمدة التى تعتبر من أجمل المبانى فى مصر والتى ترجع للعصر اليونانى الرومانى وتبلغ أبعادها 16.5عرضا وطولا ٣٣م ويحمل سقفها أربعة وعشرون عمود دائرى الشكل بأرتفاع 11.3م وبالتاج 13,65م ومحيط العمود ستة أمتار وتتميز هذه الأعمدة بأن تيجان كل عمود يأخذ شكل مختلف فمنها بشكل البردى أو اللوتس أو النخيل وغيرها وقام بنحت شكل الضفادع فوقها وكأننا فى أحراش النيل . والحوائط والأعمدة كله منقوشة بالحفر البارز والغائر الملون لمناظر دينية وتتويج أباطرة الرومان بالملابس والتقاليد المصرية أمام الآلهه المصرية وهم يؤدون كل أنواع الطقوس ووضع أساس المعبد فى مناسبات دينية فى اوقات محدده أما السقف فهو تحفة معمارية نقشث عليه مناظر فلكية بصورة تخيلية مذهلة
بجانب أن المعبد به كتابة ألغازية سحرية تسمى الكربوغراف وهى أصل علم التعمية عند العرب وعلم الشفرة حديثا . هذا وقد أقام جنود الحملة الفرنسية فوق سطح المعبد ووجدت أسماؤهم محفورة عليه ونذهب لشاطئ النيل لنرى المرفأ النيلى الذى كان يربط المعبد بالنيل مازال موجود بقاياه وكان من خلاله يأتى الملوك وتخرج منه مراكب الألهه أثناء الأحتفالات
وكان هناك مشروع فى عهد محافظ الأقصر السابق السيد سمير فرج لأزالة البيوت حول المعبد وأكتشاف ماتم طمره من المعبد والنزول بمستوى الأراضى المحيطة بالمعبد لمستوى المعبد وربط الميناء النيلى بالمعبد وأعادة توزيع البازارات والسكان وعمل فنادق صغيرة مع عمل أنارة للمعبد ليرى ليلا من كل المدنية وتحويل منطقة المعبد ومسجد العمرى ووكالة الجداوى وخان االشناقرة وواجهة البيوت ووجود بعض المهن التراثية القديمة كل ذلك كان سيحول أسنا لمنطقة سياحة جاذبة تحولها من مجرد منطقة سياحة عبور لنقطة ثابتة سياحيا ولكن للأسف توقف المشروع رغم وجود كل الرسوم المعمارية وموافقة كثير من السكان
وبجور المعبد توجد وكالة الجدواى التجارية من العصر العثماني بناه حسن الجدواى مولى على بك الكبير وأمامه نجد مئذنة المسجد العتيق (مسجد العمرى) نسبه لعمرو بن العاص من العصر الفاطمي بنيت

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى