الذكرى 19 لرحيل أمام الدعاة الشيخ “الشعراوى”

 

متابعة/ اسرار ..نقلا عن جريدةالوفد

يمر اليوم 19 عاماً علي رحيل امام الدعاة في القرن العشرين الشيخ محمد متولي الشعراوي.
ومن الصعب وضع صفة لهذا الداعية الجليل. نقول عنه ببساطة إنه استطاع بأسلوبه البسيط والعميق في نفس الوقت أن يصل للبسطاء وحتي غير المتعلمين وأصبح الجميع يقبل علي سماع ومشاهدة تفسيره لكتاب الله.
في ذكري رحيله التاسعة عشرة نحاول إلقاء الضوء علي شخصية هذا الداعية العظيم وعلاقته بالرؤساء والفنانين والذي كان بمثابة هدية المولي سبحانه  وتعالي للمسلمين والاسلام في القرن الماضي.
علاقة الشيخ الشعراوي بالرؤساء كانت متفاوتة ومختلفة
عندما قامت ثورة 23 يوليو1952 كان الشعراوي في السعودية لم يتحمس كثيراً لقيام حركة يوليو وكان لديه بعض التحفظ علي قادة الحركة وطوال حقبة  الخمسينيات  والستينيات كان الشيخ الشعراوي خارج مصر وكان يأتي لمصر فقط في فترة الصيف، تحفظ كثيراً علي نظام حكم عبدالناصر لارتمائه في أحضان الشيوعية حتي انه صلي صلاة شكر بعد هزيمة 1967، مؤكداً أن تلك  النكسة جاءت لكي نفيق من غفوتنا ونبدأ في السير  علي الطريق الصحيح وفي عام 1970 رشحه الرئيس عبدالناصر لترويج الفكر الاشتراكي من داخل الاتحاد الاشتراكي بل وتم الغاء اعارته للجزائر. رفض الشيخ الشعراوي بشدة  تلك المهمة وصمم علي الا يفعل هذا أبداً.
ورحل فجأة الرئيس عبدالناصر ورغم ذلك حزن عليه الشيخ الشعراوي بشدة.
وعن علاقته بالرئيس الراحل أنور السادات كانت علاقة صداقة من أوائل التسعينيات، حيث كان بينهما صديق مشترك هو الدكتور محمود جامع الذي كان السبب المباشر في علاقة السادات بالشيخ الشعراوي.
بمجرد توليه الحكم طلب السادات من الشعراوي الاستمرار في تفسير كتاب الله. واتجه الشعراوي للسعودية لمواصلة مشواره في الدعوة.
وظلت علاقته قوية بالرئيس الراحل. وفي عام1976 حيث كان الشعراوي معاراً لإحدي الدول العربية فوجئ باتصال هاتفي من ممدوح سالم رئيس الوزراء يخبره بترشيحه لوزارة الأوقاف تردد الشيخ الشعراوي في البداية ولكنه وافق بعد ذلك.
استمر عامين فقط في الوزارة، حاول مواجهة  الفساد والتصدي له. وحدث نوع من الصدام بينه وبين السيدة جيهان السادات بسبب مطالبته للنساء بارتداء الحجاب قبل احد المؤتمرات. وطلبت من الرئيس السادات أكثر من مرة الاستقالة من منصبه حتي وافق السادات علي طلبه 1978 بعد ذلك تفرغ الشيخ الشعراوي لرسالته الأساسية في تفسير كتاب الله ورفض الرئيس الراحل السادات طلب اسرائيل منع اذاعة أحاديث الشعراوي والتي كانت تري أن الشعراوي يهاجم اليهود في أحاديثه.
عندما مات السادات شعر الشيخ الشعراوي بحزن هائل علي صديق ارتبط به كثيراً لعدة سنوات.
في أوائل عام1982 كان الشيخ الشعراوي جالسا في استراحته  بالسيدة نفيسة فوجئ بأحد مساعديه يقول له في واحد اسمه محمد نجيب عايز يقابلك قال له محمد نجيب مين. رد الرجل بيقول انه كان رئيس الجمهورية. هب الشيخ: وسايبه واقف علي الباب رحب الشعراوي بالرئيس السابق محمد نجيب بشدة وهدأ من روعه. وقامت بينهما صداقة كبيرة  حتي وفاة  محمد نجيب أول رئيس لمصر في أغسطس 1984.
كانت علاقة الشيخ الشعراوي بالرئيس الأسبق حسني مبارك طيبة وكان بينهما موقف شهير في يونيو 1995 تجاه الرئيس الأسبق مبارك من محاولة اغتيال في أديس أبابا.
حيث وضع الشعراوي يديه علي كتف الرئيس الأسبق قائلاً.. وأنا علي أعتاب الآخرة أقول لك: “لو كنا قدرك فليعنك الله علينا ولو كنت قدرنا فليعنا الله عليك”، بمنتهي الجرأة حتي ان الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهوية استاء من كسر الشيخ الشعراوي قواعد البروتوكول ووضع يده علي كتف الرئيس.
علاقة الشعراوي بالفنانين
كانت للشيخ الشعراوي علاقة بالفنانين، حيث كان يضع لهم النصيحة في الوقت المناسب.
الفنان الكبير حسن يوسف جمعه لقاء بالشيخ الشعراوي  سأله هو الفن حرام ولا حلال يا مولانا وببساطة شديدة وذكاء حاد وضع له الشيخ الشعراوي كوبا خاليا وقال لحسن يوسف لو وضعت الشاي داخل الكوب  وتشربه  حلال ولو وضعت خمرا داخل  الكوب فهي حرام. ما داخل الكوب هو الفيصل بين الحرام والحلال. الفن حرام أو حلال حسب ما يقدم.
الفنانة الراحلة مريم فخر الدين حينما قابلت الشيخ الشعراوي لأول مرة لم تكن تصلي ابداً نصحها الشيخ بالصلاة حتي لو كانت لم تتعلمها وبالفعل استجابت لنصيحته.
بالطبع كان للشيخ الشعراوي علاقة قوية بالمطربة الكبيرة شادية ومن المؤكد أنه كان له دور في اعتزالها الفن بشكل نهائي 1986.
نجح الشيخ الشعراوي في اقناع الفنان الراحل حسن عابدين بالاستمرار في عمله بالفن.
وأكد  له الشيخ الشعراوي أنت تقدم فنا جيدا ولا بد أن تستمر.
في يناير 1984 قرر الشيخ الشعراوي الذهاب لمنزل الفنان الراحل عماد حمدي الذي كان يعاني حالة اكتئاب فوجئ به الفنان الراحل واستطاع الشيخ الشعراوي بث الطمأنينة في نفس الفنان الراحل.
ورحل عماد حمدي بعد تلك الزيارة بأيام، ورحل الشيخ الشعراوي عن دنيانا يوم 17 يونيو1998.

 

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى