لن أحزن بقلم : غاده سمير

الحزن هي تلك اللحظات البغيضه والشعور المؤلم الذي يتملك الروح فيضعفها ويحيط بالجسد فيوهنه.
لا يوجد أحد علي وجه هذه الأرض منذ أن خلقت، لم يمر بهذا الشعور يوما، وربما أستطاع البعض أن يتغلب علي لحظات حزنه ويمضي ويكمل ،وربما لم يستطع الكثيرون التغلب علي هذا الشعور القاتل للنفس والروح…نعم الحزن يقتل ويدمر خلايا الجسد يصيبها بالعجز والكبر ويصل الأمر إلي تدميرها والقضاء عليها ويقودنا إلي الكثير من الأمراض النفسيه والجسديه.
لن نستطيع أن نتوقف عن الحزن ،فقد خلقنا الله تعالي في ”كبد ” والكبد هي المشقه والمعاناه، وكيف لنا أن نعاني في رحله الحياه، دون المرور بتلك التجربه، التي لم تخطيء يوما إنسان ولا حيوان ، فالحيوان أيضا يحزن، عندما يعامله البشر بالعنف أو القسوه، يتسرب الحزن إلي قلبه ويتضح هذا جليا في نظراته أو ردة فعله تجاه من تسبب له في ذلك الحزن أو الألم .
نحزن لفراق من نحب، ونحزن لأننا أخطأنا الإختيار ،ونحزن لأننا وضعنا ثقه أو تقدير لشخص ما واكتشفنا بعد مرور الوقت أننا أخطأنا هذه الثقه أو التقدير ..نحزن للشعور بالغدر والشعور بخيانه من احببناهم…نحزن حينما نبني آمالا علي شيء ولا يتحقق وتتحطم هذه الآمال ..نحزن حينما نشعر بالوحدة أو العجز عن إيجاد من يفهم ما بداخلنا ،أو ما نشعر به ..نحزن عندما نشعر ان لا جدوى من أشياء كثيره نفعلها لتحقيق شيء ما ولكنه لم يتحقق .
اليأس رفيق الحزن الذى لا يتركه ولا يتخلى عنه يوما ..عندما نحزن يتسرب اليأس إلي القلوب ويسكنها ويمنحها الوهن والتعاسه، فنشعر أن الحياه باتت ضيقه، لا تتسع لنا ونفقد القدره علي فعل أي شيء من أمور الحياه ،أو ربما التحدث إلي أي شخص،البعض يستسلم إلي هذه الحاله فيعيشها بدون أي محاوله للمقاومة أو التغلب عليها ،مهما حاول أي شخص أن يخرجه من داخل هذا النسيج، الذي احاطه وعزله عن كل ما يحيط به فستجده يرفض حتي مساندة الآخرين له.. وربما ينتهي الأمر إلي بعض المعاناه النفسيه والتي تصل في بعض الأحوال إلي الإقدام علي التخلص من الحياه التي باتت تشكل له كل المعاناه.
لن تتوقف الحياه لفراق شخص احببناه ولا لغدر رفيق أو حبيب، ولا لخيانه صديق، ولا لفشل قصة حب أو تجربة زواج ..كلنا يعلم ذلك جيدا. .ولكننا جميعا نحزن…لن نستطيع أن نمنع الحزن عنا فسيد الخلق أجمعين ”صل الله عليه وسلم” قد حزن علي فقد من أحبهم وسمي عام حزنه بعام الحزن، ولكنه كان دائم التعوذ منه لما له من آثار وأضرار بالغه .
إذن الحزن هو طبيعه بشريه لن نستطيع أن نمنعها ،ولكن نستطيع أن نقلل من الشعور بها والعيش بداخلها لفترات طويله …وتقنينها وأول هذه الطرق بلاشك بالعوده إلي الطبيعه والفطره… بالعوده إلي الله وممارسة العبادات التي تجد فيها الروح السكينه والهدوء ..بمصاحبه الصديق أو الرفيق الذي نشعر في وجوده بالحب والبهجة ..الصديق الذي يصغي إليك مثلما تصغي انت إليه…بسماع الموسيقي أو لحنا يبعث الأمل والسعاده داخل النفس ..بالخروج أو ممارسه رياضه المشي لفتره من الوقت ..بكتابه ما يؤلمك أو يحزنك في أوراق ثم حرقها أو قطعها فهذا يسمي في علم التنميه البشريه بطريقه ”حرق المعتقدات ” وهي التخلص من خبرات قديمه سيئه بكتابتها والشعور بكل مشاعر الحزن التي صاحبتها يوم حدوثها، ثم التخلص منها أو حرقها .بالبحث عما يسعدنا حتي لو كان للحظات قليله تمدنا بالقوة الكافيه لإكمال رحله الحياه ..
وأخيرا باليقين بإن لا حزن يدوم ولا ألم يستمر …فبعد كل محنه منحه من الله.. وبعد كل هزيمه انتصار .. وبعد كل إنكسار جبرا كبيرا من العزيز الجبار…فدعنا نردد من الآن …لن أحزن .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى